السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..سأكتب لكم معاناتي وأتمنى يد حانية تنتشلني من مستنقع الذنوب الذي وقعت فيه ..أنا فتاة عمري 23 سنه من عائلة ملتزمة ، فوالداي معروفان في الدعوة منذ زمن طويل ..
نشأت وتربيت على القرآن والذكر ودور التحفيظ ، كنت مثالا حيا للفتاة الملتزمة ، وتخرجت من الجامعة من قسم ديني ..
بدأت معاناتي قبل 6 سنوات تقريبا ، حين نشبت مشاكل كبيرة بين والداي ، امتدت إلى العوائل وأصبحنا نحن الضحية ..كان بيتنا جحيم لايطاق ، تفكك ، واشمئزاز ، وكره ، ومناوشات على أتفه الأسباب ، بعد أن كان مضرب المثل في الترابط والألفة !
بدأت أكره البيت والناس والعالم وكرهت نفسي قبل كل شيء ! تدهورت صحتي ونفسيتي ودراستي بعد ماكنت من الأوائل ..لجأت إلى عالم الانترنت وهنا بدأت الانحراف والتدهور والانغماس بالملذات وأنا لاأشعر بنفسي !!
كانت بدايتي المنتديات ثم غرف الدردشة ثم المسنجر وتعرفت على شباب كثر ، ولكن كانت علاقتي بهم عادية ، كنت محترمة مجرد هروب من الواقع ، وتسلية لنفسي ..
أصبحت أتوب وأرجع وتدمرت بسبب الخوف من الله ومن أهلي كنت أحس بتأنيب الضمير في البدايه كان ضميري حي ، ثم بدأت أرى أن ماأفعله حلال (( اغاني - غرف دردشة - )) هذا في البداية ! ثم انغمست في الأفلام الإباحية والغرف الإباحية ولكن كتابة صوتي وشكلي لم يره أحد لحد الان ..!
أدمنت عليها وتعبت نفسيا من العادة السرية !!! لدرجة أنني كنت أفعلها وأتوضا وأصلي بدون اغتسال ! ثم تبت وعدت وتبت وعدت وكل ماأعود أنغمس في ذنب أعظم وضميري بدأ يتلاشى !!!!
ثم تطورت الى المكالمات لأفعل المتعه مع غيري ولكن لم أكن أتحدث !! فقط قضاء متعه !! كنت أقول في نفسي مستحيل أكلم أو أي أحد يسمع صوتي ! ولكن قبل شهرين تقريبا تعرفت على شاب وتطورت علاقتي به لحد المكالمات كل شي نفعله كل مايخطر في البال !!!
أخذ رقم والدي ليتزوجني ، ولكن أهلي رفضوا لأنه لايمشي ( معاق ) تعبت وأنا أتوب وأرجع لدرجة أنني أحلف بالله وأرجع كل شي فعلته وضميري مات حتى الصلوات فرطت فيها أجمعها لأنني ماغتسل وأحيانا أصلي وأنا جنب !!
والله كرهت الدنيا وكرهت العيش فيها وكرهت كل شيء قلبي لم يعد ينبض إلا بشهواته أصبحت أحس أنني عاهره بعد أن كنت مضرب المثل بالعفة ،،! والله أتوب وأبكي ودائما أتخيل الموت بين عيني وأنا في قمة ذنوبي !
دائما أتخيل أن الله سيخسف بي دائما أتخيل أني لن أوفق في حياتي وفعلا أصبحت أرى أثر ذنوبي كل ماسجلت في الماجستير أنسى الاختبار ! وسجلت في الجامعة لكي أكون معيدة وتتعرقل أموري كلها ...!
اليأس والحزن والعصبية والعزلة وكل شيء أصابني ....!ماذا أفعل أرجوكم اختصرت الكثير احتراما لكم وللقاريء الفاضل لاأريد أن أكشف سري .؟ والله أحتاج دعواتكم أرجوكم خذوا بيدي أرشدوني فأنا ماعدت أطيق هذه الحياااااة !!!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد.. فأشكر الأخت المستشيرة (شهد) على ثقتها بموقع المستشار كما أشكر الأخوة القائمين على الموقع على إتاحة الفرصة لي لتقديم استشارة نافعة بإذن الله تعالى فأقول وبالله التوفيق.
أولا: أختي الكريمة (شهد) أتمنى أن تتأملي قصص التائبين والتائبات لتكوني منهم فأنا ألمس فيك إرادة صادقة وقوية للتوبة ولا أدل على ذلك من تكرر توبتك مرات عدة والله تعالى يقول:" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" سورة التوبة واعلمي أن الله تعالى يقبل توبة عبده مهما أسرف على نفسه قال تعالى: "الم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده" وقد ثبت في الحديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه وحسنه ابن حجر.
ثانيا: مما يعين على التوبة الأمور الآتية:
1-الندم على ما مضى -ومن يقرأ رسالتك يشعر بندم صادق على فعلك- وعدم العودة للمعصية وهذا يحتاج إلى شجاعة وقوة إرادة وأنا واثق أنك تملكين ذلك.
2- إلغاء كل ما يتعلق بك من وسائل اتصال وتواصل مع الآخرين كالجوال والإيميل..الخ.
3- النظر للمستقبل بتفاؤل وإيجابية، ونسيان الماضي المؤلم.
ثالثا: لعلك جربت حياة الطاعة ولذتها الدائمة، وبؤس المعصية وتعاستها وآثارها.. وتستطيعين أنت تعيدي أيامك الجميلة.
رابعا: أتمنى أن لا تحملي والديك كل أخطائك السابقة.. فكم وجدنا من أسر تفرقت وأنجبت ذكورا وإناثا فاعلين في المجتمع.
خامسا: أحسني علاقتك بربك من خلال صلاة الليل والصدقة وصيام النافلة فالطاعة سبب للسعادة.. وحاولي أن تشاركي في الأنشطة المفيدة للمجتمع.. فمن خلاله تشغلي وقت فراغك بما يعود عليك بالنفع والفائدة.
سادسا: ألحي على الله بالدعاء أن يسعدك في الدنيا وفي الآخرة.. وتذكري دائماً أن سعادة المسلم في الجنة تنسيه كل أيام الشقاء التي مرت عليه في الدنيا.
سابعا: أنا على ثقة أن الله لن يضيع أعمالك الصالحة وأيامك الأولى وستجدين أثرها في أيامك المقبلة.. أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يسعدك بطاعته ويوفقك في الدنيا والآخرة.
وأتمنى أن تتواصلي مع موقع المستشار فهو نعم المستشار لك.
الكاتب: الشيخ عمر بن عبد العزيز السعيد
المصدر: موقع المستشار